واقعنا نحن الشباب
عندما تخرجت ونجحت وحملت الشهادة التي دائما كنت أنتظر استلامها بفارغ الصبر ظننت أنني انتهت مشاكلي في الحياة و قد اجتزت المرحلة الصعبة في حياتي، لكن تفاجئت عندما نظرت الى المرآة حيث وجدت نفسي مكتئبا جالسا على الرصيف بلباس يغطيه الغبار و ضعا بين يدي شهادة التخرج.
ربما قد تتفاجئ من هذا التعبير لكن انتظر يا صديقي هذا هو واقعي و واقع الكثير من الشباب، نَمُر بسنوات طويلة في الدراسة نكد ونجتهد ونسهر أيضا من أجل النجاح في آخر في سنة ظنا منا بأنه لدينا مستقبل ينتظرنا و يجب علينا اختيار تخصص من أجل الحصول على مهنة توفر لنا قوتنا اليومي، لكن بعد الجامعة نجد أنفسنا عاطلين على العمل وعاطلين عن كل شيء، لا نجد حتى عملا لنكسب به قوتنا اليومي بسبب العراقيل الكثيرة، نأخذ شهاداتنا وندور حول الشركات و المؤسسات من أجل وظيفة بسيطة لكن لا أحد يقبلنا وبدون سبب فقط لأننا لسنا من الطبقة الراقية (الأغنياء) أو لسنا من أحد أصدقاء مدير تلك الشركة، قد نضطر الى السفر خارج البلاد من أجل العمل لكن إلى أي مكان نذهب لا يقبلوننا بسبب أن جامعات دولتنا غير معترف بها (سحقا هل نحن ندرس التفاهات أم ماذا ليتم رفضنا بتلك الطريقة؟)، إذا أردنا أن نؤسس مشروع لأنفسنا بدل طلب العمل والوظيفة يتوجب علينا دفع ضرائب كبيرة من أجل الاعتراف بمشروعنا لدى الدولة وأيضا يجب علينا تكوين ملف ضخم من أجل الاطلاع عليه فقط.
هل سنستمر بهذه المعاناة دائما؟، هل الأجيال القادمة ستعاني كل هذه المعاناة أيضا؟، أين الدولة وأين المسؤولون عن كل ما يحدث لنا؟، أين هو الحل؟.
نصيحتي لك صديقي: أصبحنا في وقت المهارات فيه أهم من شهاداتك المكتظة في غرفتك، لذلك عليك ان تستغل الوقت لتتعلم المهارات مثل: البرمجة، التصميم، الالقاء، الإدارة والتسيير.... واستغل الأنترنت لتعلم كل هذا، فالأنترنت أصبح أفضل من الجامعة.
أصبحت للأسف دولتنا مقبرة لأحلامنا وأهدافنا، لذلك حاول أن تسافر الى خارج البلد من أجل الدراسة والعمل والسياحة حيث تجد مكانا خصبا تنبت في أهدافك وأحلامك الى أن تصبح شجرة يُستفاد منها وتُفيد.
أكنت طالب جامعيا أم عاملا حاول أن تبدأ في مشروعك الخاص، إبدأ بفكرة ثم مخطط ثم العمل بجد ثم الفشل عدة مرات حتى أن تصل الى النجاح.
الكاتب: سليمان حجاج
الولاية: غرداية [ تغردايت ]
شكرا لكم
ردحذف