" سراب أحلام "
فجر جديد من صباحات خيبتي، يبعث بخيوطه الذهبية متغلغة تسقيني أملا كنت فقدته مع غسق الأمس، أتململ متأوهةً غصةً كبُرت بحلقي تبكي على أيام ضاعت و عمر لم أحصد من غلته شيئا، ذبلت زهوري و غابت شمسي و أنا الذي لم أبصر من الدنيا سوى ظلماتها.
أنهض على مضض أتأمل حائط غرفتي، مزين بإطارات صور جد جميلة تحمل في طياتها شهاداتي و تقديرات على مشواري الدراسي المفعم بالنجاحات و المراكز الأولى، ها هي ذي عزيزتي " شهادة الماجستير " تبتسم بسخرية على حالي، تلوح بنظراتها المشمئزة فالغبار كسى كياني.
واقف لا أبرح مكاني، أجثو متنهدا على ما فاتني، ظننت أن طريق التخرج سيكون مزينا بسجادة حمراء و ورود تنثر كلما تقدمت أمامي، تبخر كل شيء فأين مناصب العمل و الشركات، أين المصداقية و الشفافية في مسابقات التوظيف، تراني أُمازح نفسي فنحن في " الجزائر " ، ذهبت الأماني و سُربت الأحلام.
أنهض متكاسلا نحو الحمام هناك حيث أخفي ألمي ببراعة، أغتسل من أوجاعي و أمحي جروح فؤادي مرتديا ملاحما تخلو من الحياة، أرسم بسمتي الباردة على إنعكاسي بالمرآة، فالحزن فاض به الكيل و هجر وصالي، أهندم مشاعري الميتة لأعيش ما كتب عليَّ تحت مسمى " المكتوب " فالحال في بلادي أرض قاحلة تركض فيها خلف سراب أيامك، أجلس أمام شرفتي أرتشف قهوتي لتخفف من مرارة ما أتجرعه عندنا أخطو خارج منزلي، هناك حيث تسلب الحقوق و عليك بالواجبات، حيث البطالة قدر كل طالب جامعي، حيث الديمقراطية مجرد شعار للفت الإنتباه، أُخرج أنفاسي، أفتح الباب، إلى الجحيم، لنبحث عن عمل في الجزائر.
• خشني رزيقة .
الجزائر
يمكنك عزيزي الزائر وضع تعليقاتك واقتراحاتك معنا فتفضل مشكورا على المتابعة