بعنوان: خريف الجميلة.
تلك الفتاة الجميلة تخطف الأنظار، شعر أسود شابه الظلام وعينان ساحرتان، وبياض ثلجي وخدود كرزية.
مضت الأيام وهي في هيام جمالها لم تؤنس وحدتها سوى مرآتها التي كانت رفيقتها الوحيدة، تلك الطبقة الرقيقة من الفضة البراقة التي جعلتها بين السماء والأرض.
كبرت وبلغت صباها، ولم تزدد الجميلة الا بهاء، أصبح الخطاب يدقون بابها، رفضت بحجة أنها تستحق الأفضل، كانت تبحت عن فيض جمال وكمال.
مضت الأعوام وهي في غيبوبة مرآتها، إلى أن قاطع غيبوبتها صوت نافذتها المطلة على شجرة زهرة الياسمين التي كانت قد ذبلت وتساقطت، لتعلن انتهاء الربيع وحلول الخريف.
ذهبت بخطوات مهزوزة بين خوف وقلق من ما يمكن أن تراه في عالم مرآتها، ما رأته صدمها يا إلهي!! على ما أصبحت عليه الجميلة.
كان الزمن قد رسم معالمه على وجهها، خيوط دقيقة وانفتاخ بارز يطوق عيناها، وجبينها كسطور نقشها الكبر، شعرها الذي كان يحاكي الليل بسواده تسللت اليه خيوط الشيب الماكرة.
وتر العمر لحن قصتها، ماضيها شباب ومستقبلها شيخوخة
اخذت قنينة عطرها ورمي بها على انعكاسها حتى تشتت.
وماهي إلا ثوان حتى جثث على ركبتيها وعيناها تذرفان دموع ندم ويأس، ومن حولها حطام كبريائها التي أنستها حقيقة الجمال، وما الجمال إلا بجمال القلوب.
"يا جميلة، ربيعك مضى والخريف قد أتى.".
الكاتبة: أسماء محمد / ليبيا.
يمكنك عزيزي الزائر وضع تعليقاتك واقتراحاتك معنا فتفضل مشكورا على المتابعة