دولة على الرصيف
معاذ غالب الجحافي/ اليمن
قَطَعَ الكَلَامَ وَعَانَقَ الأَطْيَافَا
وَمَضَى يَعُبُّ وَيَحْتَسِي أَضْعَافَا
فَتَحَ الطَّرِيقَ بِهْمَةٍ فِيْ لَحْظَةٍ
وَأَزَالَ كُلَّ مَخَافَةٍ وَأَخَافَا
وَمَضَى يَمُدُّ نُفُوذَهُ مُتَقَدِماً
وَيَحَقِّقُ الآمَالَ وَالأَهْدَافَا
تِلْكَ الغُصُونُ يَمُصُّهَا وَتَمُصّهُ
وَيَزِيدُ فَوقَ أُلُوفِهِ آلَافَا
نَسى أَنّهُ فَوقَ الرّصِيْفِ, كَمَا نَسى
هَوْ مَنْ, وَأَيْنَ, وَمَدّدَ الأَعْطَافَا
قَدْ صَارَ أَكْبَرَ تَاجِراً فِيْ سُوقِهِ
مَلَأ المَخَازِنَ بِالغِذَا أَصْنَافَا
وَمَضَى يُتَاجِرُ, كم تُرَى أرباحه؟
الرَبحُ بِالدُولَارِ يَا صَرَّفَا!
مَاذَا سَيَصْنَعَ؟ مَا يَزالُ مُجَادِفاً
فِيْ أَيِّ شِقٍ يُرسِلُ المِجْدَافَا؟
أَهْلَاً يَقُولُ لِنَفْسِهِ يَامَرْحَبَا
وَيَزِيدُ فِيْ تَرْحِيْبِهِ اْسْتِعْطَافَا
تِلْكَ الّتِي أَمْساً رآهَا أَصْبَحَتْ
مِنْ حَظِّهِ وَغَدَا لَهَا القَطّافَا
لَا شيءَ يُعْجِزُنِي, يُحَدّثُ نَفْسَهُ
لِمْ لَا أُضِيْفُ إِلَى المُضَافِ مُضَافَا
هَيْ فِكْرَةٌ أَقْوَى؛ أَكُونُ مُوّرِداً
وَغَدَا بِكُلِّ مَدِينَةٍ طَوّافَا
عَامٌ مَضَى فِيْ سَاعَتَيْنِ وَنِصْفِهَا
وَالنّصِفُ مِنْ تِلْكَ الثّلاثِ تَوَافَى
وَزَعِيمُ نَشْوَتِهِ، وَوَاحِدُ عَصْرِهِ
سَبَقَ السّبَاقَ، وَشَرّفَ الأَشْرَافَا
قَدْ صَارَ شَيْخاً , وَالوَزِيرُ يَزُورَهُ
وَغَدَا المُدِيرُ بِاسْمِهِ هَتّافَا
عَنْهُ تَحَدّثَتِ النسا، وَتَفَاخَرَتْ
فِيْهِ الرِّجَالُ، وَأَحَسنوا الأَوْصَافَا
حَظّي, يُخَاطِبُ نَفْسَهُ مُتَبَسّماً
وَيَهُزُّ مَغْرُوراً بِذا الأَكْتَافَا
لِمْ لَا أَكُونُ مُرَشّحاً ؟وَأَنَا الّذي
صَاحَبْتُ أَقْوَى، وَاْصْطَحَبْتُ ضِعَافَا
رَكِبَ الدّقَائِقَ لِلأَمَامِ مُسَافِراً
يَا فِكْرَةً أَمْسَى لَهَا عَزّافَا
وَأَتَى السؤال بِمَا وَأَنْتَ...؟ أَجَابَهُ
أُمْيّتِي فِيْهَا رَأَيْتَ خِلَافَا ؟
مِثْلِي كَثِيرٌ فِيْ المَقَاعِدِ إنّهُمْ
لَا يَعْرِفوا دَالاً بِهَا أَوْ قَافَا .
نَحَرَ السؤالَ, نَفَاهُ مِنْ تَفْكِيرِهِ
وَمَضَى يُبَعْثِرُ مَالَهُ إِسْرَافَا
قَدْ فَازَ فَوزاً سَاحِقاً, يَا حَظَّهُ
وَلَهُ أَقَاموا حَفْلَةً وَزِفَافَا
وَمَضَى يَعِدُّ مَوَائِدَاً فَيْ قَصْرِهِ
يَسْتَقْبِلُ الزّوارَ وَالأَضْيَافَا
مَلَكَ البِلادَ سُهُولَهَا، وَجِبَالَهَا
وَبَنَى السّدودَ، وَحَصّنَ الأَطْرَافَا
فِيْ صَحْوةٍ كَالسُّكْرِ، أَوْ سُكْرٍ بِلَا
خَمْرٍ كَمَا سَمّوا العَلِيْلَ مُعَافَا
عَشْراً مِنْ السّاعَاتِ يَنْحَرُ هَكَذَا
يَجْنِي الغبارَ ويَحْصدُ الإِتْلَافَا
دُولُ الرّصِيْفِ كثيرةٌ قَدْ أَعْجَزَتْ
فِيْ أَمْرِهَا العَرَافَ والكَشّافّا
2005/ إب
يمكنك عزيزي الزائر وضع تعليقاتك واقتراحاتك معنا فتفضل مشكورا على المتابعة