المجاهد جموعي شاوي المدعو الصالح ( 1931- 2013)
ولد جموعي شاوي في 1931/08/14 ببلدة نقاوس من أبوين كريمين هما النوي بن محمد ، وفطيمة صوالح بنت محمد وهي سليلة عائلة أصيلة بمنطقة عين ولمان من ولاية سطيف الحالية ، فنشأ الصبي في إحضان عائلة ميسورة مع مجموعة من الأخوات و الإخوة حظي بينهم بعناية خاصة، ورعاية أستثنائية من الوالدين نظرا لذكائه ونباهته منذ صباه المبكر ، فأدخله والده إلى مدرسة الأهالي القريبة من مقر سكناه بعد تلقي تعليم أولي حتمي في كتاب سيدي الصالح شأن أترابه تحت نظر الشيخ سي لمبارك معامير ، وفي مدرسة الأهالي أظهر تفوقا على أقرانه في الدراسة لفت إليه أنظار معلميه في المدرسة وفي نهاية السنة الدراسية 1944 حصل على شهادة التعليم الإبتدائي بعد سبع سنوات من الجد والكد رغم ضحالة التعليم الممنوح لأبناء الأهالي يومئذ .
وكان الحصول على هذه الشهادة هو إعلان صريح على نهاية مساره التعليمي ككل أبناء جلدته ، فأصطدم في حينها بواقع مرير ، من حياة رتيبة وبطالة إجبارية ، إضطرته إلى التشمير على ساعد العمل لكن في مزارع أبيه الشاسعة لمساعدة أخويه سليمان ، وحمودة ، وفي الأثناء لفت انتباهه الزيارات المتكررة لعلماء الإصلاح ، كالبشير الإبراهيمي والفضيل الورتلاني ، و زعماء أحزاب الحركات الوطنية كفرحات عباس و الحكيم سعدان ، وكانت تلك الإرهاصات الأولى للنضال السياسي ، وما إن إندلعت الثورة المباركة حتى كان من مساندي رجالها في البلدة ، وكان أبرزهم سي بلقاسم معامير الذي كان صديقا حميما لشقيقه سليمان شاوي الذي أشتغل بالتجارة في محل بمدخل حي القطارة الذي ارتقى شهيدا بمعية سي بلقاسم على لأيادي الآثمة لفرق اليد الحمراء فيما بعد سنة 1958 ، وكان المناضل المسبل جموعي قبلها قد اندمج في لجان مساندة الثورة مساندة فعالة ماديا ومعنويا ، مما جعل إدارة المحتل تتعقب حركاته عن طريق عيونها التي بثتها في أطراف البلدة ، فتعرض من أجل ذلك إلى الاعتقال ، والزج به في سجن بريكة لمدة سنة في عام 1956م ، و أطلق سراحه في نهايتها بعد أن تلقى خلال فترة الاعتقال أشد أنواع التعذيب على أيدي أزلام المكتب الثاني ، والتي كان لها أثرها النفسي والجسدي على حياته فيما بعد رافقه عناءها حتى وفاته ، وبعد أن أخلي سبيله من سجن بريكة ، وعودته إلى أحضان عائلته الصغيرة بقى تحت نظر الادارة الفرنسية الغاشمة التي قيدت حركاته اليومية ، وخاصة أن منزل العائلة الكبير التي نشأ بها كان يقع بالقرب من الثكنة الاستدمارية المعروفة ، ( الساتيام ترايور ) ومع أشتداد وطأة المداهمات المستمرة أضطر إلى مغادرة منزلهم بالحي إلى العاصمة تحت اسم الصالح ، وفي العاصمة نزل في النهج الشهير الذي يقيم به الكثير من أبناء البلدة في أعالي حي بلكور ، وهو نهج الزغاطشة ، وفيه تقلب لنيل قوت يومه بين كثير من الأعمال اليومية إلى أن أستقر به الأمر كعامل في مستشفى مصطفى باشا المعروف ، وبعد مدة ألتحقت به عائلته الصغيرة ليستقر بمسكن في المجمع القصديري بديار المحصول بحي ( صلانبي ) ، وهناك مارس بقية بقية مساره النضالي ليشارك بقوة وفاعلية في مظاهرات 1960/12/11 التي كان لها الأثر في إطلاع الرأي العام العالمي بالأوضاع السائدة في الجزائر والتي كان من نتائجها تقرير مصير الجزائريين ، و أستقلال البلاد من ربقة الإستدمار بعد أستفتاء جويلية 1962 ، وبعد استقلال البلاد عاد إلى مسقط الرأس ، فاستهواه فن التمريض فشارك في دورة تربصية في مدينة باتنة ليتخرج في دفعتها الأولى كممرض معين في عدة بلديات من الولاية منهينا مساره الوظيفي في العيادة الاستشفائية المتعددة الخدمات التابعة لمستشفى نڨاوس وبعد تقاعده انخرط في العمل الاجتماعي الخيري ، و الإسعافات الأولية للمرضى ، وختان الأطفال ، وخدمة بيوت الله ومنها منحه قطعة أرض أقيم عليها مسجد بقرية القزامرة ، فكان قدوة لزوجته التى تبرعت بدورها بقطعة أرض بغية أقامة مسجد بحي الكحاحلة ، توفي رحمه الله بعد عمر عامر بجليل الأعمال كمناضل ومسبل مجاهد و متطوع في الأعمال الخيرية في 2013/06/16.
بقلم الباحث في تاريخ مدينة نقاوس / معامير معمر فاروق
جمع المعلومات الاستاذ أسامة هوادف
يمكنك عزيزي الزائر وضع تعليقاتك واقتراحاتك معنا فتفضل مشكورا على المتابعة